ین تنتقل الروح بعد الموت وکیف هو العالم الآخر؟
"یسألونك عن الروح قل هي من علم ربيّ"
لأن الروح لها تفاصیل وصفات أکبر من أن نستوعبها الآن إذن في هذه المرحلة من العرفان نحن لا نملك إلا أنفسنا وأفکارنا وطاقاتنا، فلنتعرف علیها ونهذبها أولاً حتی نستوعب الدروس الباقیة.
العوالم تنقسم إلی أربعة وهي:
عالم الناسوت: وهو بمعنی عالم الناس أو هذا العالم الذي تحسّه وتعیش فیه وطاقته تراب.
عالم الملکوت: وهو العالم الذي یشبه الأرض إلی حدّ کبیر وبالأحری هو البرزخ الموعود والذي یتکلم عنه رجال الدین وطاقته هواء.
عالم الجبروت: لا یشبه العوالم الأخری ولا یوجد أي شيء یشبهه لأنه عکس الأرض تماماً یعني إذا کان هناك شيء طاقته صعود ففي عالم الجبروت تکون نزول وبالعکس وطاقته هي الماء.
عالم اللاهوت: هو العالم القریب من الطاقة والذکاء الکوني وهذا العالم لا یشبه العوالم الأخری لأن کلّ شيء فیه انفلاشي ولهذا یذکر بالفناء وطاقته هي النار.
الحیاة کلها خلقت بدورات متناغمة مع بعض وهذا یشمل کلّ شيء في الخلق تصوّر الأرض جاءت من نار ثم تحولت إلی ماء ثمّ تبخّر الماء وصنع الهواء من حولها ومن ثم ظهرت الیابسة. یعني نار، ماء، هواء، تراب. والانتقال سیکون بعکس هذا السیر یعني ننتقل من التراب إلی الهواء ومن ثمّ إلی الماء وبعد ذلك إلی النار. أکید النار التي نتکلم عنها هي لیست جهنم المعروفة في الأدیان هذه مجرد طاقات لعوالم موجودة في الکون. أکید ستسأل أن الهواء أقل کثافة من الماء إذن کیف یمکن أن یکون بین التراب والماء؟ الجواب هو نحن نتحدث عن طاقة وهذه الطاقة لها صفاتها الخاصة وأحد صفات عالم الملکوت هي الشفافیة وفقدان المادة فیه ولهذا لا یستطیع العلماء أن یروا الکائنات الموجودة في عالم الملکوت ولکن الکائنات الموجودة في عالم الجبروت هي شبة مادیة وملموسة.
حتی أعطیك فکرة عن حجم هذه العوالم إلیك هذا المثال: تصور أن هناك تفاحة في غرفة مساحتها 12 متر وهذه الغرفة في شقة مساحتها 120 متر وهذه الشقة في عمارة بأربعة طوابق. إذن التفاحة هي الأرض أو عالم الناسوت والغرفة هي عالم الملکوت والشقة هي عالم الجبروت والعمارة هي عالم اللاهوت.
کلّ إنسان له أجسامه السبعة وکلّ جسم له طاقته ومکانه في هذه العوالم، حتی یسهل استیعاب هذه العوالم نقسّم عالم الملکوت والجبروت واللاهوت إلی اثنین یعني سفلي وعلوي وهذا لوجود الفرق في الکثافة. لنبدأ الرحلة مع الأجسام:
نحن نترك الجسم الأول في عالم الناسوت (تراب)
الجسم الثاني في الملکوت السفلي
الجسم الثالث في الملکوت العلوي (الجسم الثاني والثالث طاقتهما الهواء والفرق في الکثافة)
الجسم الرابع في الجبروت السفلي
الجسم الخامس في الجبروت العلوي (طاقة الماء والفرق في الکثافة)
الجسم السادس في اللاهوت السفلي (نار)
الجسم السابع في اللاهوت العلوي (نور)
حین تصل إلی اللاهوت العلوي هو المکان الذي تذکره الأدیان بیوم القیامة والعرفان بیوم الوصل.
أکثر الناس حین یحلمون بالأنبیاء والأولیاء والمستنیرین یقولون أنهم کانوا محاطین بنور أو لاحظوا الصور لهؤلاء الأولیاء توضع هالة من نور حولهم، هذه حقیقة لأنهم یظهرون للناس بأجسامهم السادسة أو السابعة إذن هذا النور یشعّ من أجسامهم.