مرض الوسواس القهري هو من الأمراض النفسية التي تؤثر في المستوى الإيماني للإنسان المريض.
أسباب الخلل العضوي:
انخفاض في مستوى موصل الإشارة العصبية السيروتونين في الفص الأمامي من المخ.
الظواهر المرضية:
مرض الوسواس القهري، يتكون من قسمين وهما:
الوسواس: (الفكرة) والقهر: (العمل).
بمعنى آخر، أنه يمكن أن يوجد خلل فقط في الفكرة ( الوسواس )، أو خلل فقط في العمل ( القهر )، أو قد يكون المرض مركب الوسواس والقهري ( الاثنين معاً ) والأكثر شيوعاً هو الوسواس القهري.
النوع الأول:
وعندما يكون الخلل في الفكرة فقط يكون المرض شديداً جداً، لأنه في معظم الأوقات يرتبط بالذات الإلهية، وتراوده فكرة قهرية تتعلق بالذات الإلهية، فقد يسب الإله والعياذ بالله، أو يتعرض له، على رغم الشعور بالضيق الشديد ولكنه لا يمتلك القدرة على التخلص منها وقد يصاب نتيجة لذلك بمرض الاكتئاب.
فمن الحالات التي مرت علي، أن شخصاً كان مصاباً بالوسواس يعتقد أنه قد يتفوه بكلمة الطلاق، لدرجة أنه يضع مسجلاً في جيبه وأشرطة ويقوم بتسجيل كلامه وأقواله كلها، وما أن يأتي آخر اليوم حتى يستمع إلى جميع الأشرطة ويتأكد من عدم تلفظه بكلمة الطلاق، أو ما شابه ذلك من الألفاظ، فإذا قال أنا غاضب منك يبدأ بالتساؤل ماذا يقصد من ذلك أو قال لها اذهبي فماذا يقصد منها هل الطلاق أم ماذا؟!
ويعرض الأشرطة على إمام المسجد ويسمعه إياها ويسأله عن قصدها ومغزاها كل يوم عند صلاة الفجر حتى شعر هذا الشيخ بالضيق وجاء به إلى.
النوع الثاني:
أما عندما يتعلق الأمر بالقهر: يكون لدى المريض حركة معينة يكررها دائماً، مثلاَ يرسم حركة معينة دائماً بيديه أو يكرر فعلاً ما، وتعتبر هذه من أبسط الحالات التي لا يذهب بها إلى الطبيب، أي أنها لا تؤثر على حياته.
النوع الثالث:
وهو الأكثر شيوعاً (الوسواس القهري): يرتبط هذا المرض أحياناً بالنظافة، فمثلاً عندما يغسل الشخص يديه يعود مرة أخرى ويغسلها لأنه يظن أنه لم يقم بذلك أو لم تحصل النظافة التامة.
وأعرف واحدة تقضي بالحمام ( أجلكم الله ) عشر ساعات تقريباً، من أجل الاستحمام للتأكد من نظافتها، وأيضاً كانت هناك مشكلة بين زوجين سببها أن الزوج لديه وسواس قهري في النظافة، فلا يُدخل أحداً البيت حتى زوجته وأولاده إلا بعد أن يستحموا، فاضطر إلى بناء حمام خارج المنزل حتى يستحموا قبل الدخول، مما أدى إلى مشكلات بينه وبين زوجته.
وبعضهم يقضي ساعة أو نصف الساعة في الوضوء للصلاة الواحدة حتى يتأكد من عدم نسيان أي عضو.
أي أن هذا المرض عبارة عن فكرة ويتبعها فعل، يعتقد الشخص مثلاً أن وضوءه قد انتقض فيعود ليتوضأ مرة أخرى.
وقد يحدث الوسواس في الصلاة عند تكبيرة الإحرام أو عدم وقوع النية.
وكثير من الحالات التي تحدث في هذا المرض.
الأثر الاجتماعي:
نتيجة لهذا المرض فإن الأفكار القهرية التي تعترض المريض تحدث الكثير من المشكلات الاجتماعية وخاصة بين الزوجين، فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف يمكن لزوج أن يعيش مع زوجة تقضي في الحمام ساعة أو ساعتين للوضوء فقط؟! وكيف ستكون حياتهم؟! أو أن شخصاً يجبر زوجته وأولاده على الاستحمام خارج المنزل حتى يدخلوا؟! هذا سيسبب طبعاً الكثير من الخلافات والمشكلات، وحتى بعدما يكبر الأبناء فإنه يحرم عليهم أن يزوروا والدهم أو يدخلوا بيته لعدم استيفائهم الشرط السابق، فذلك يؤدي بالتأكيد إلى التفرق وتشتت الأسرة.
العلاجات الدوائية:
- يعطي للمريض علاجات مضادات الاكتئاب لأن كلا المرضين لهما نفس الخلل.
- ولا يتم علاج المريض بالصدمات الكهربائية.
- ونستخدم العلاج بالطب النبوي مع أنه للأسف لم يتم اكتشافه من قبل المسلمين، أي أن فكرة استخدامه لعلاج الوسواس القهري لم تكن من المسلمين، مثل النصيحة النبوية في الحديث الشريف: إن شك أحدكم في صلاته فليتم، أو بالنسبة لموضوع التعرض للذات الإلهية فإن الرسول صلى الله عليه وسلم عالجه بقوله: قد يأت الشيطان أحدكم فيقول من خلق هذا ومن خلق هذا فليستعذ بالله لينته.
والرسول صلى الله عليه وسلم يتكلم هنا عن الوسواس القهري وكيف نعالج هذا الأمر، لذلك ما نقوم به هو دمج العلاج بالدواء مع العلاج بالطب النبوي.
وهذا المرض معرض للانتكاس، وليس له علاقة بالمخاوف كالخوف من ركوب الطيارة.
قد يتأثر الأطفال بوالدتهم أو والدهم المصاب بالوسواس القهري، ويصيبهم هذا المرض.
بالنسبة للحامل المصابة بمرض الوسواس القهري يفضل عدم إعطائها أدوية عند حملها، ولكن عندما يكون المرض أصعب وأسوأ وأخطر على الجنين من العلاج ففي هذه الحالة لابد من تناول العلاج